• ×
| 23-09-1443 السبت 21 محرم 1446

دور وسائل التواصل الإجتماعي القبلي

بواسطة عبدالعزيز العضيله 26-09-1437 08:53 مساءً 1760 زيارات
التواصل الاجتماعي القبلي قديم بين القبائل قدم التاريخ فقد كانت رحلات قريش من مكة المكرمة بانتظام شتاءا إلى اليمن وصيفا إلى الشام ذات مزايا عديدة وفوائد جمة فقد كانت لأجل التجارة وكسب الرزق كما أنها للتعارف والإطلاع على ما لدى الاقوام الاخرى من ثقافة وحضارة وتوطيد عرى الأمن مع الاقاليم المجاورة فتحققت لها مكانة مرموقة وعزة شامخة بين القبائل .
أما في عصرنا الحاضر فقد تنوعت وسائل التواصل الاجتماعي ونشأت وسائل حديثة لم تكن معروفة في الماضي فقد طرأ على المجتمع السعودي كغيره من مجتمعات العالم التطور التقني أو ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي الالكتروني ، وتباينت استفادة المجتمعات من تلك الوسائل سلبا وإيجابا ، فهناك مجتمعات وللأسف استخدمت هذه التقنية في التطرف والإرهاب والسعي في الإفساد في الأرض والدعوة للرذيلة وتهديد أمن دولهم ومجتمعاتهم ،
أما الجانب الايجابي فهو من أنطلق من مبادئ الإسلام الراسخة وفضائل ومكارم الأخلاق العربية العريقة ، فوظف تلك التقنية الحديثة في تعزيز الأمن الوطني والحرص على اللحمة الوطنية ،وبناء المجتمع من الداخل لإيجاد مناخ إيجابي وقناة لتبادل الأفكار بين محبي الخير والعطاء لكي يجتمعوا على الخير وبأسلوب تكاملي بين افراد المجتمع .
وقد تنبه المهتمين بالشأن القبلي من افراد القبائل بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي ، فقد واكبوا هذه التقنية التفاعلية وعملوا على إنشاء منتديات وحسابات التواصل الاجتماعي للتعارف بين افرادها ولتلمس حاجات مجتمعهم ولإبراز تراثهم وتاريخهم القبلي ومساهماتهم مع دولتهم في شتى المجالات .
إلا أن هناك فروقات كبيرة وبونا شاسعا بين تلك الحسابات القبلية فمنها من أدى دورا اجتماعيا ووطنيا ذا أثر مميز فهو بحسب اجتهاد القائمين عليه ورغبتهم الصادقة في النفع العام يقوم بتعزيز الأمن ومحاربة الأفكار الهدامة ونبذ التطرف والغلو في الدين ، ومشاركة المجتمع همومه ، والحث على فعل الخير
وعلى سبيل المثال للحصر لفت الأنظار إليه أحد القروبات القبلية عبر برنامج الوتس أب ألا وهو ( مجلس الصواوية من العضيلات من مطير ) الذي أصبح حديث المجالس وسن سنة حسنة يقتدى بها ويستنار بأفكارها .. لم يكن الأمر الذي حدث أمرا عاديا مما يتم تداوله عبر القروبات المماثلة بالتواصل الغير ملزم لإعضائها والتي ربما لا تتجاوز فائدتها التسلية والمرح ، بل أنه ضرب أروع الأمثلة في التكافل الاجتماعي حيث كانت الفكرة هي أن أحد أعضاء المجلس موقوف في مبلغ مالي كبيرة وهو نصف مليون ريال تقريبا وهذا الشخص ثبت عسره وعدم استطاعته للسداد ، فبدأت الدعوة من المخلصين والغيورين للسداد عن المدين ، وبذلك قطع هذا المجلس عهدا عليه بإنهاء موضوع السجين خلال اربع وعشرين ساعة ، وبالفعل تم سداد المبلغ وإخراج السجين ، وبذلك قدم مثالا يحتذى به في سبيل التعاون والإيثار ، ولنا أن نتخيل عدد تلك القروبات القبلية والعائلية التي تعد ربما بالملايين لو أنها قامت بدورها الاجتماعي فساهمت في سداد ديون السجناء ، ودفع تكاليف علاج المرضى ، وسداد الديات . لكانت عونا وأداة فاعلة في بناء الوطن وداعما اساسيا للتكافل والترابط الاجتماعي بين ابناء الوطن . فالجميع يعلم أن الدولة رعاها الله تبذل جهودا كبيرة للسداد عن المعسرين وشكلت لذلك لجانا مختصة في إمارات المناطق ووزارة الداخلية وهي جهود مشكورة ومقدرة فكم شملت من سجين معسر ؟ وكم شملت من فقير محتاج ؟ وهذا ديدن دولتنا رعاها لله التي حرصت على تعزيز مقومات المجتمع على اساس من اعتصام افراده بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى والتكافل فيما بينهم وعدم تفرقهم.
ومن وجهة نظري المتواضعة أن تعاون وتعاضد المجتمع وقيامه بدوره الفاعل وتحمله لمسئوليته الاجتماعية وتقوية أواصر الرحمة والتراحم بين افراده سيعزز التلاحم الوطني ويدعم جهود الدولة المباركة في كل شأن من شئون المجتمع .